التخطي إلى المحتوى الرئيسي

« لها.... الحرية ليست النسوية »

كتب محمد مصطفى
الاسكندرية 21/01/2020

إذا حاول احدهم قتلك، فأحرص على ان تخدشه بأظافرك، فتحليل الDNA سيكتشف حتما من الفاعل، ان كان لابد من الموت، فمُت واعياً.

لتلك الفتاة التى بدأت للتو في ان تشك في ثوابتها، وفي معتقدها احيانا، وفي ثوابت تربت عليها والقيم...وهي ترى أُم ترتدي بيچاما وتتراقص مع ابنتها التي ترتدى ملابس سافره، في كليب لبضع ثواني كي يحصلا على الاعجاب والمشاركة.
إن تعجبت من الفتاة، فالعجب كل العجب من الأم ،كيف اقنعتها ابنتها المراهقة بذلك، اليك الأمر فالأمر جد خطير.

بداية عزيزي القارئ تجاهلت الامر،وقلت في قرارة نفسي ان الامر حالات فردية، ولا يمثل بالطبع جسد امتنا العربية ولكن كنت مخطئا تماما، فالامر في تصاعد وإزدياد، والانحطاط الفكري بات يتغلغل في انسجتنا دون دراية،
الأمور في ازدياد وتنافسية، مهما اختلفت الطبقات الاجتماعية، فالغني والفقير والمحجبة والسافرة والمتبرجة  والمنتقبة والثقافة هنا تجمدت ولا تلعب دورا حقيقيا، فالآن اصبح لدينا وزراء للفرفشة،ومن مهامهم الوظيفية، ان يجعلوك سعيد.. فقط سعيد.

في عينة عشوائية في محيط عملي ومعارفي المحدودة طبعا، سألت عشرة فتايات عن رأيهن في تلك الموضوع،
وجدت ان هناك ستة فتايات ترى ان الموضوع" عادي يعني" هكذا كان ردهم تقريبا، وانها "حرية شخصية"
واثنتان على استعداد لهذا ولكنهن يخشين من تقاليد عائلتهن ، واثنتان يرفضن الموضوع مطلقا، منهم واحدة فقط على دراية بالامر، قالت لي:
هي النسوية.. تدخل لمجتمعنا حتى نتناولها بالملعقة، فلا يمكن لهم ذلك الا بشيئين اساسيين  اولهما تلميع وظهور المظلومات من قهر مجتمعاتهم العربية، ولهم قصة من قصص القهر فتكون مادة خام تثير كل من تشعر ببعض الظلم حتى تنبت بداخلها البذرة، وثانيا اطلاق وسائل الاعلام ووسائل التواصل بمثل ماذكرت ، حتى تتشكك المراهقات فيما تربين على اساسه. انتهى كلامها.
وهنا أحب ان أردف لكم... اننا نرى الآن معامل تفريخ لتلك الظاهرة،
فالفتيات في تلك السن الحرجة، عقولهن في مراحل التكوين، شديدة الخصوبة للافكار الغريبة ، تُلقحها فكرة، وتنبت شجرها وسائل اعلام مضللة احيانا،
أصبحت الآن بعض وسائل الاعلام تقوم بالتلقيح الصناعي لعقول امتنا العربية،
حتى تنشر بين بناتنا حالة من عدم الرضى، وحب التقليد الاعمى، فترى فتاة تجردت اصبحت مشهورة، ومسلمة تنصرت باتت حديث الناس، ومسيحى اعتنق اليهودية  اصبح ايقونة للحرية.
الخلاصة..
لن اشغلك عزيزي بمسميات النسوية وتعريفاتها ولن اتطرق للنسوية الراديكالية والاسلامية ونشأتها واهدافها ولا من وراءها، ولكن احببت ان اختم مقالتي بنصيحة، ومحذرا في الوقت نفسه من الرابط المختصر، تلك الرابط اللذي يدخلكم  على عالم النسوية، تلك الرابط المسمى" وسائل التواصل".
كان احد الهكر قال لي منذ سنوات حرفيا " حياة الفرد منا متوقفة على رابط خطأ يضغط عليه".
اما الآن فباتت ثوابت واخلاق بناتنا متوقفة على وعي الاهل والمخلصين المحبين لبلدانهم العربية الاصيلة.

ختاما....حتى لانثير حفيظة المظلومات حقا وممن ظلمهن عادات خاطئة ،وحتى لا ندفن رؤسنا في الرمال ، نعم هناك خلل وبعض الاخطاء في مجتمعاتنا، ولكن تلك المشاكل لا تحل على مائدة مفاوضات مع الشيطان ومتخذات الأخذآن.
حفظ الله ابنائنا وبناتنا من كل سوء.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

«الواقفين بجبل "قاف" والمصابين بلعنة الميكروفون والكاميرا»

كتبه/ محمد مصطفى الاسكندرية ٢٩/١٢/٢٠١٩. القارئ المصري الراحل"محمد رفعت" وأول من سجل القرآن الكريم للإذاعة المصرية، رفض تلاوة القرآن الكريم أمام الميكروفون في الإذاعة المصرية إلا بعد فتوى من الأزهر الشريف وقتها بجواز ذلك. "فحين تكون البضاعة نبيلة، يكن تعفف البيع" عزيزي القارئ ضع هذه الكلمات فضلا في ذاكرتك المؤقته لبضع دقائق فقط. شاهدنا جميعا هذه الايام في الكويت ،تحول قاعة عبد الله السالم الى قبلة تهفوا اليها القلوب، لم يعد الخوف من المسئوليه والرعب من خطأ جسيم يستدعي بالضرورة ظلم ابناء شعب فتتوالى عليك دعوات مظلوم، تسيطر على القلوب، بل الشوق إلى كرسي في القاعة والظهور في المشهد السياسي هو منتهى أرب اللبيب،  فحين تسكت الموسيقى وقد جلس على الكرسي من جلس، إلا وتتعالى  الصرخات ممن لم يلحق كرسي بالمجلس، مطالبا بتشغيل الموسيقى مرة اخرى واللعب مره اخرى لعبة"الكراسي الموسيقية". عشرات المنابر الاعلامية تهاجم حتى الانفاس في الصدور قبل خروجها للنور، تعلمنا قديما ان لكل مقام مقال، اما الان فلا يطيق احدهم الانتظار لانعقاد جلسة النواب كي يهاجم،فتجده  ي