التخطي إلى المحتوى الرئيسي

«الواقفين بجبل "قاف" والمصابين بلعنة الميكروفون والكاميرا»

كتبه/ محمد مصطفى
الاسكندرية ٢٩/١٢/٢٠١٩.

القارئ المصري الراحل"محمد رفعت" وأول من سجل القرآن الكريم للإذاعة المصرية، رفض تلاوة القرآن الكريم أمام الميكروفون في الإذاعة المصرية إلا بعد فتوى من الأزهر الشريف وقتها بجواز ذلك. "فحين تكون البضاعة نبيلة، يكن تعفف البيع"
عزيزي القارئ ضع هذه الكلمات فضلا في ذاكرتك المؤقته لبضع دقائق فقط.

شاهدناجميعا هذه الايام في الكويت ،تحول قاعة عبد الله السالم الى قبلة تهفوا اليها القلوب،
لم يعد الخوف من المسئوليه والرعب من خطأ جسيم يستدعي بالضرورة ظلم ابناء شعب فتتوالى عليك دعوات مظلوم، تسيطر على القلوب، بل الشوق إلى كرسي في القاعة والظهور في المشهد السياسي هو منتهى أرب اللبيب،  فحين تسكت الموسيقى وقد جلس على الكرسي من جلس، إلا وتتعالى  الصرخات ممن لم يلحق كرسي بالمجلس، مطالبا بتشغيل الموسيقى مرة اخرى واللعب مره اخرى لعبة"الكراسي الموسيقية".
عشرات المنابر الاعلامية تهاجم حتى الانفاس في الصدور قبل خروجها للنور،
تعلمنا قديما ان لكل مقام مقال، اما الان فلا يطيق احدهم الانتظار لانعقاد جلسة النواب كي يهاجم،فتجده  يمسك بميكروفونه، ويلبس ملابس الاحرام، ويصعد جبل " قاف" ويخطب في الناس،محذرا بالعدوا القادم مِن انفاس مَن تنفس للتو، وانه الناصح الامين محذرا من عذاب اليم.
اكتب هذه الكلمات وانا استمع لقصيدة "الاستعمار العربي" وترن في أذناي كلمة الابنودي وهو يكرر " والكويت هو اللي باقي".
فمن اين اتى المهاجمون بهذه الإحداثيات الخاطئة؟ من اخبره انه اذا اراد الصعود الى تبَّة المجلس العالية ،فعليه اولا ضرب الموقع نفسه؟
لك الله ياكويت، يقف الدراويش ومتصوفي السياسة على جبل "ق"
الوهمي، اللذي احسن الظن انه من الإسرائيليات،فتجده بعد ان ذلت قدماه وبدون اي مبرر يهاجم وزارء ونواب دون سبب ولا مبرر،الا انه يشتاق للكرسي،فتجد مذهبه كي تكون قبلته لقاعة السالم، يجب ان تكون العاصمة ومصلحة الوطن وراء ظهره، هكذا تكون وجهته صحيحه.

دعوني اتسائل معكم ، هل أخطأت الكويت في تطبيق الديمقراطية، ام انها مُقلده، ام انها مستوردة وتم تجميعها في الخليج فطُبع عليها طابعنا العربي؟
ام ان هذا امر طبيعي، وهذه الافواه ظاهره صحية، في مجتمع فيه رأي ورأي آخر؟
وإن كانت بالفعل ظاهرة صحية، فما كمية هذا الهوس واللعنة_لعنة الظهور_كل دقيقة والهجوم امام الكاميرات؟
الآن عزيزي اسمح ان استرجع ما في ذاكرتك المؤقته، ردد معي " نُبل البضاعة يُحتم تعفف البيع ".
فمن يحمل في صدره هم وقضايا الكويت بصدق، وينبض قلبه بمصلحة الوطن وحسب، وليس تغنيا او رياءا، فتجده لا يجيب الا ان يُسأل، ومن ثم يتوارى عن الانظار، فهم متحسسون جدا من الكاميرات، ولا تجده على الساحه الا لجلل الخطب او عِظَم المُصاب، ولا يتقلد منصب الا اذا طُلبَ لهُ.
باللهِ خذوا انفاسكم قليلا وابلعوا ريقكم، وانفثوا عن شمالكم ثلاثا، واستعيذوا بالله من شياطين الاوطان.
ومن كان بالأمس دوره هو القيادة،فدوره الان هو الانقياد مالا يرى جرما بواحا، جرما يحدده الدستور، الدستور اللذي اصبح شاهد علي قبور بعض الاوطان، عفا عليه تُراب أزمات مماثله،وتلاشت حروفه شيئا فشيئا من على الشاهد، فاستقيموا يرحمكم الله.
وختاما واخص بتحياتي للهادئون الحالمون، اللذين يقبعون في المنطقة الدافئة في ترتيب دوري "عبد الله السالم" سلاما على اللذين لا يخافون من شبح الهبوط ولا يطمحون في صدارة الدوري، هم المداهنون المتحابين فيما بينهم،فلا يطرحون ثقة، ولا يقدمون استجوابا، اولئك المتجدد وضوئهم دائما في جاهزية لأي صلاة، هم المتمرسون المتكلمون بلغات عديدة،منها لغة الاشارة لفرط حرصهم وتنبئهم بالقادم.
وسلاما وبردا على الكويت.

تعليقات