غيرها كي اسرد لكم كم التغريدات والتصريحات على وسائل التواصل الاجتماعي، من نواب سابقين وحاليين ووزراء سابقين واعلاميين ومن المرشحين لانتخابات مجلس الامة القادم،
فمن يتأمل المشهد السياسي اليوم سيرى ان نواب المجلس واصحاب المعالى قد تحولوا لا إراديا لمكتب اعلامي للرد على الاشاعات والشبهات وللإجابة على استحوابات خارج قاعة عبدالله السالم وخارج سياق سياسة الكويت، فمتى تنتهي هذه المناظرات والاعلام الموازي والمجلس الافتراضي ؟.
بعض النقاط الجوهرية طغت على المشهد السياسي في الايام الماضية، لا ترتقي الا ان تصبح نوع من انواع المراهقة السياسية؟
أليس استعجال تشكيل وزاري في ظروف خاصة ،خاصة بعد تحويل وزراء لمحاكمات ، وفي لحظة مخاض موجع بحجة انها مخالفة دستورية وتعطيل مصالح الشعب،
وعند الاعلان عن التشكيل الوزاري يتم توجيه سؤال لرئيس مجلس الوزراء عن المعايير التي تم على أُسُسَها اختيار السادة الوزراء، أليست هذه مراهقة سياسية؟
ألم يعلموا ان الوزير كالضرس الضارب في لثة الأمة وخلعه او تغيره يلزم اجراءات احترازية وتروي فلا يحدث مضاعفات تنهك جسد الأمة؟
أليس محاسبة وزير على تغريدة منذ ثمان سنوات بحجة ان له موقف وتوجه مغاير لإرادة البعض،دون ان تشرق شمس اول يوم عليه وهو وزير ،فلم يعمل صالحا او طالحا بعد،
أليست هذه مراهقة سياسية؟
قبل ان يمر اول يوم الا وبعض النواب كشروا عن انيابهم وأعادوا سرد ما على كل وزير من مهام تنتظره، وتحديات ، وأنهم لن يتغاضوا عن اي اخطاء حتي من قبل ان يهنئوه على تولي الحقبة الوزارية،
اليست هذه مراهقة سياسية، ان تكون بديهيات الأشياء نقاط تكسب اعلامي للبعض؟
أليس الغلو في مهاجمة مسئول بداعي الخوف على مصالح الشعب قبل ان يخطأ او يصيب، لضمان بقاءه في منصبه لفترات قادمة،
وأيضا مغازلة القواعد الشعبية الانتخابية على حساب مصلحة دولة الكويت ،
كما ان كل تيار يخوف اتباعه من الآخر باستخدام فزاعات مستهلكة منذ القدم، فترى علماني يحذر من تيار اسلامي،
وترى تيار اسلامي ينفض يداه ويتبرأ من الاخوان،
وآخر اسلامي يحذر من علمنة الكويت،
أليست هذه مراهقة سياسية؟
لمصلحة من وضع صناع القرار في هذا الكم الهائل من الضغوطات، ولمصلحة من شن هذه الحرب الشعواء والاتهامات على صناع قرار دولة الكويت الحبيبة؟
وهنا حيث أُأَكد على أنني لست بصدد المدافعة عن أحد ولا مهاجمة آخر،
فلا نُحابي الفاسدين ولا ننصر ظالمين،
فهناك مشهدان استوقفا ناظريا،مشهدين من الاعتدال السياسي، الوسطي العقلاني،
المشهد الاول "كلمة رئيس مجلس الامة المختصرة بعد التشكيل الوزاري الاخير، قال حرفيا « نعم لدي شخصيا تحفظا على بعض الاسماء، ولكننا سنتعاون معهم طبقا للدستور، ورئيس مجلس الوزراء يتحمل نتيجة اختياراته»
انتهى كلامه، هذا وفقط.
هذا نموذج من عدم التربص، واظهار العدوانية ،بل والحيادية النابعه من القلب وتقديم مصلحة الوطن دون لغط وكثرة كلام.
المشهد الثاني: دفاع النائب صفاء الهاشم عن الوزيرة السابقة "جنان بوشهري" بإستماته داخل المجلس بعد طرح الثقة منها، ورغم كلماتها الشرسة المدافعه عنها ،الا ان الموضوع انتهى داخل قاعة عبدالله السالم، دون القعود بكل صراط توعد من طرحوا الثقة بها.
هذان نموذجان للاعتدال السياسي، وعدم تمني الاخطاء واصطياد العيوب.
الخلاصة...السياسة بلا عواطف لكن لها عقل، عقل يحدد حدود المآلفة والخصومة معا، وإنصاف حتى الأعداء،
فمن المعروف ان الطفل يقلد مايراه،فمن أين اتى مراهقين السياسة اليوم بسياستهم؟
وهل مراهقين اليوم هم ولاة عهد المشهد السياسي غدا؟
نتمنى حقا ان ينضج الطفل سريعا، لتقر به عين الكويت.
تعليقات
إرسال تعليق